الاثنين، 6 يوليو 2009

رحيل في حلقة مفرغة


عندما نلتقيهم ...وترجف قلوبنا من العشق...وتبدأ اجنحة السعادة تنمو على جانبينا ثم وببساطة...يحرك الفراق عصاه ليرسم خط مستقيم يفصل بيننا وبينهم الى الابد...

حقا ...انه حب في حلقة مفرغة...!!

عندما يصحو الظالم يوما ....ويرتدي ثوب الحكمة وعمامة العدل وخفي الرحمة....ويطالب المظلوم بأن يتفهم ظلمه فهو لمصلحته....والقصد منه توجيهه...

حفا ...انه ظلم في حلقة مفرغة...!!

عندما نصبح شموع تحترق لاجل الاخرين ...وماء عذب حتى تكون حياتهم خصبة ...وعصا يتأكون عليها لتعينهم على مصاعب الحياة...ونكتشف انه من المفترض ان لا نعطي الغير اكثر مما لا يستحقون حتى لا نتفاجىء اننا بالنسبة لهم ارخص مما نتوقع...

حقا...انه واقع في حلقة مفرغة ...!!

عندما نشاهد ضوء الامل من بعيد ...تسعى للوصول اليه بكل ما نملك من طاقة ...نجتاز العثرات بصلابة...

وعندما نصل اليه نجده مجرد سراب حتى الضوء في مدرسة الحياة القاسية سراب...

حقا ...انه درس في حلقة مفرغة...!!

عندما تكون رحلة الحياة بنظرنا ....بلون واحد في حين اننا قادرين على تحويل مراكبنا لترسوا على ارض اخري...

ارض اكثر اشراقا ...

عندما نتعلق بقبطان واحد ليوجه سفينة حياتنا ...وكأنه لا يوجد غيره ...والمؤلم ان يرفض ذلك الشخص هذا المنصب ...فنرفض ان نرسوا...ونتوجه بارادتنا الى ظلمات البحر...

حقا ...انه عقاب في حلقة مفرغة...!!

عندما تكون العلاقات كالجريدة...نتصفحها لانقضاء الوقت اثناء الانتظار...او كفنجان قهوة نرتشفه احيانا بتلذذ... واحيانا لا نتذوقه ولكننا مجبرين على شربه كنوع من الادمان ...ليس الا...

او كمنظر طفلة تلعب ببراءة ....تعجبنا...نراقبها....نبتسم لها...وقد نلاعبها...وننساها بعد ذلك الى الابد...

حقا...انها علاقة في حلقة مفرغة...ّّ!!

عندما تكون ابخرة الماضي سحابة الذكريات المثقلة بالتفاصيل...تهطل علينا بسخاء... ونحن نقف تحتها باستسلام تام فيحتضننا المطر...وتتسرب قطراتها ما بين حواسنا حتى تصل الى ارض الماضي...فتبعث فيها الحياة....ونعيش مرارة الشقاء...

حقا ...انها دوامة في حلقة مفرغة...!!

لن ازيد حتى لا تصبح كتاباتي...كلمات في حلقة مفرغة....!!!

الصحفي/محمد القرضاوي

مدينة الاحزان


اذا اردتي ان تجديني...

فاسألي عني في مدينة الاحزان...

في مدينة الاحزان ستجديني...

اقطن في حى النسيان...

ستعرفين قصري من اليأس المتشعب على الجدران...

ستعرفيني من صوتي...

فالوجه قد زالت منه معالم الانسان...

اقتربي بهدوء حتى لا يراكي ذلك الثعبان..

اتعرفينه...؟!

هذا ما جسده لي الزمان...

شبحا يطاردني في كل مكان...

كيف لي ان امحو من ذاكرتي تلك الاحزان....؟!

وانا بين قدر وزمن ...

كطائر بين المطرقة والسندان...

اقتربي بهدوء وافعلي ما يحلو لك بلا استئذان...

فالذي امامك لم يعد سوى تلك الجثمان..

اغلقت قلبي ...واحرقت خارطة الوجدان...

والعقل صارت مخارجه رسائل بلا عنوان...

لم اعد اشعر بداخلي انني انسان ...

الصحفي /محمد القرضاوي

حائط النسيان


عبرت بخيالي حائط النسيان...

فسقطت امامي مرآة بها انسان...

يبدو انه انسان..

فما وانفا وعينان...

يدا وقدمان...

احتل مكانه غدر الزمان...

اتحرك فيتحرك مثلي بلا استئذان...

اجرح نفسي فيتألم...

اغالط نفسي فيتكلم....

الا تعرفني...الا تتعلم...

هذا انت في عالم النسيان...

اذا نظرت الى نفسك فلا تنزعج...

لانك لم تعد الا بقايا انسان...

لا تبتسم...فالابتسام جرم في هذا المكان....

لا تتأمل ... فتتحمل احمالا بلا هوان...

لا تتظلم...فلا يوجد عدل في هذه البلدان....

لا املك لك الحياة الا وانت مهان....

ولا تملك لي سوى الرضا والامتنان....

لا امل ولا احلام فهما بقائمة الحرمان...

مصيرك بين يدي فلا داعي للكتمان ...

ابكي ...افرغ ما بداخلك...

فما ينتظرك ليس بالحسبان...

اليوم لا رقيب على ولا سلطان...

حلمت بقتلك لكن قتلك لم يكن بالامكان...

ساريك الخير والشر كيف يجتمعان....

اقترب مني اكثر ولا تدعي الهزيان...

الصحفي/محمد القرضاوي

لجرح عشش في قلبي


الجرح عشش في قلبي..

وماشي في شوارعي...

نفس الي باعني وخدعني...

بالرخيص بايعين...

هشيل حمولي انا ....

ولا هشيل حملين ...

ماعدت املكشي ...

فيكي ولا فيا...

اهديكي عمري وحسي وجوارحي...

اهديكي جرحي...

هو الي باقي لنا خلص فرحي...

مش باقي مني غير شوية ضى وعينيا ...

مش قادرة تلمحني...

في وحدتي محني....

مش باقي مني....

غير شوية حب جارحني...

الجمعة، 3 يوليو 2009

اوراق مبعثرة هنا وهناك ...


اوراقي مبعثرة بكل مكان هنا وهناك....
احاول جمعها وطرحها خارج قلبي....
احاول ان ادعها تتنفس وتجعلني اتنفس من جديد....
حزين انا اليوم .... نعم حزين ....
حاولت لملمت اوراقي المتبعثرة فلم استطع ....
حاولت ان اكتب حروفا مترابطة فلم استطع....
حاولت ان اكون انا هي فلم استطع....
حاولت فلم استطع فالحزن وحده يخيم على ليلي ....
على فجري وامسي ....يخيم حتى على همسي ....
فما عدت هذا العصفور الذي ينشد اعذب الالحان ....
ما عدت ارفرف بجناحي كما كنت ....
فانا اليوم ....حزين ....!!
**********************
في هذا الظلام الحالك ....في غربة هذا الليل .....
هناك طائر جريح ....قذفته اعاصير الريح....
مسكين كم قاوم لكى يطير ....
قاوم لكى لا يقع اسير....
ولكن رفضت ظلمة الليل ان ترشده السبيل....
اخذ يغرد ....لكن تغريده كان عويل....
تغريدا كئيبا بكآبة الليل الحزين....
اخذ من جوفه كل ما هو دفين ....
حتى اكتسى جرحه بسواد الليل السجين....
رفع عيناه الى السماء ....
باحثا عن الاضواء....
آملا ان يرد عنه القضاء....
ويجد لجروحه الدواء ....
توقف....توقف....توقف ايها الطير....
لست احتمل العناء....فمازلت حزين....
*************************
اوراق مبعاثرة .... بحروف مرتبة ....
,كما الوردة الندية....ريحها طيب....
وشوكها مؤلم....
كما الليل تستكين فيه النفوس .... ولكن تستوحش سكونه....
كما النار تستدفىء بها.... لكنها تحرق لحرارتها....
هي قصاصات.... حروف وكلمات....
قد تسعد من يقرأها....لكنها تؤلم كاتبها....
واحيانا تزيح بعض الهم....تفرغ ما بالصدر....
هى احاسيس ومشاعر متناثرة ....
قصاصاتي هى فقط قصاصاتي....
معها اكون حيث احب ان اكون....لكني حزين........
****************************
هذا الصباح الندى ....وفي ضوء اشعة الشمس المذهبة....
انظر وابحث عن نفسي....
لمحت طائرا حزين اثقله التعب....
فلم يعد يستطع الطيران....
نزل وارتمى على الارض....
ترى ما سبب تعبه وهو يمتلك جناحين....؟!
جناحين ينقلانه متى يشاء واينما يشاء....
كيف وهو قادر على التحليق والتعبير عما بداخله....؟!
ما هو سبب تعبك ايها العصفور....؟!!
اهو جوع او عطش....؟!
او هو جرح ونزف....؟!!
آآآه ايها العصفور....
لا تزيد من همي...فانا حزين.......
***************************
حل المساء.... كنت اقف اتطلع لمنظر الغروب.....
عندما رحل بصيص النور.... اختفى معه ذلك الشفق.....
صمت اسود كسواد الليل.....اسئلة تائهة تبحث عن درب...
.ترى ما هى الحياة.......؟!!
اهى مجرد ذكرى....؟!!
ام حروف وكلمات اسطرها سطرا....؟!!
هى مسكن ونذهب عنه قدرا....؟!!
حينها انسابت من عيني دمعة حزين...!!!
**************************
تمايلت الاغصان.... كما الايقاع على الدفوف...
وظلت الجروح الدامية تنزف....
تترنم وترقص على ذلك القلب....
الذي يخفق....ويخفق....حتى يختنق....
انفاسه تلهث....تتالم....لا بل تتقطع....
تنساب منه دمعة الم....لحب حزين.......
****************************
اليك ايها البحر....يامن تغسل هموم الروح.....
يامن تداوي كل الجروح....
انا من يطلب....مجرد انسان.....
يود ان يهيم في عالم النسيان....
يود ان ينسى الالم والحرمان....
يود ان ينسى غدر هذا الزمان....
جئتك حزين اطلب منك الامان....
جئتك لانسى انني حزين....
***************************
ربما نصمت....فيطول الصمت....
نسكنه او يسكننا....
وفي هذه اللحظات نزرع احلامنا....
وننتظر حتى يحين موعد حصادنا....
نتامل منظر الشمس....وننتظر نزول المطر....
كى يروي ما زرعنا من ورد....
ونتمتع بعدها بموسم حصاد خصب....
لكن....لكن ذلك الانتظار الصامت....
قد تغزوه رياح عاتية....تقتلع ما بطريقها دون رحمة....
وكانها تثأر من قلبي....وكأن الحلم ليس من حقي....
يا ايتها الرياح....اما اكتفيتي بنزف قلبي....؟!!
وبابعادي عن شمسي...
عذرا....فلم اعد قادرا على مواصلة الهزيان....
عذرا....فلم اعد اطيق ان اكون حزين....
***************************
وعاد المساء....وعدنا للسكون من جديد....
حتى الطيورتوقفت عن التغريد....
اختفت في اعشاشها كعاشق وحيد....
كانت هادئة صامتة دون اى نشيد....
كنت قريب منها....احسست احساسها الشريد.....
كانت تطلب....وتترجى....
متى يطل ذلك الفجر البعيد....
كى لا ابقى حزين....
***************************
وريقة سقطت هنا لذكرى اليمة....
اسقطها واقع عشته اللحظة....ومن جديد....
هى الحياة تبكيني....تشقيني....
هى الحياة بواقعها المؤلم الذي احياه....
وماضيها الذي يستحيل ان انساه....
بشر يأتون....وبشر يرحلون....
تلك الورقة....كم هى مؤلمة على قلبي....
كم تدميه حين اذكرها....
تلك الورقة....كنت اتحاشى كتابتها....
اتحاشى ان تظهر بين اوراقي....
ولكنها.... مصرة ان ترى النور....
ترى النور بفقد شخص للحياة....
ترى النور حينما يرحلون....
ترى النور حينما تقتلني الف مرة قبل رحيلها.....
تلك الورقة....هى الموت....هى الرحيل....
ورقة من بين اوراقي....
رفضت ان تختفي لوقت طويل....
اصرت على ان تجعلني حزين....!!!!

محمد القرضاوي

مسجون يا طير الحق



مسجون ياطير الحق مسجون
قفصك حزين العين مسجون
قضبانه لا بتنطق ولا تفهم المساجين
قضبانه لا بتعرف ولا تفهم الانسان
ولا الحديد ينزف ولو تنزف الاوطان
بين العتمة هنا وبين النور هناك
حبساني ويا الغنا قضبان على شباك
وزنزانتي لو اضيق انا من ورا السجان
في العتمة بتشعلق حتى على الدخان
واغني بدموعي لضحكة الاوطان
واغني بدموعي لضحكة الاوطان
الصحفي/محمد القرضاوي
اهداء الى حريتي المسلوبة رغما عني
الى الفساد والفوضى التي انتشرت في وطني
الى العنف والجهل والامبالاة
الى الموت قبل الحياة

جاءت معذبتي


جاءت معذبتي في غيهب الغسق
كأنها الكوكب الدرى في الأفق
فقلت نورتني ياخير زائرة
اما خشيتي من الحراس في الطرق
فجاوبتني ودمع العين يسبقها
من يركب البحر لا يخشى من الغرق
احدى روائع الفنانة فيروز
محمد القرضاوي